استكشف المجموعة الواسعة من العناوين المتاحة.

أجريت هذه الدراسة للتعرف على مدى إمكانية استخدام طينات جنوب ليبيا (شمال وجنوب منطقة أشكدة وتم ترميزهما في البحث (A1, B2)، ومنطقة تاروت رمزت (C3)، للاستخدامات الخزفية الصناعية المختلفة، من خلال التعرف على الخواص الفيزيائية والكيمائية حيث تم إجراء اختبارات معملية (تحليل معامل اللدونة وتحليل نسبة الماء المضافة للطينات المستخدمة، تحليل التدرج الحبيبي باستخدام الليزر، التحليل الكيميائي XRF LAB، تحليل الحيود الحراري التفاضلي TDA, DTA، تحليل الأشعة السينية X-RAY, XRD)، للتعرف على مواصفات الطينات المستخدم، وتم حريق الطينات في درجات حرارة مختلفة (950م°، 1000م°، 1050م°، 1100م°، 1150م°) للتعرف على درجة النضوج المناسبة من خلال قياس درجة (الكثافة، المسامية وامتصاص المياه، الانكماش الكلي، التدرج اللوني) وذلك بالوصول لأعلى نسبة كثافة وأقل مسامية وامتصاص وأعلى قوة صلابة. ويتضح من خلال الاختبارات والتحاليل المعملية التي أجريت للطينات الثلاثة (A1, B2, C3) بينت أن مناطق جنوب ليبيا تنوعت فيها بيئات الترسيب، وبالتالي تنوع الرواسب المعدنية المتواجدة بها، الأمر الذي نتج عنه اختلاف نوع الطينات المتحصل عليها وهي طينة منطقة تاروت (نوع كاولين وتعد من الأطيان الأولية المتبقية (Primary /Residual) أي أنها تكونت واستقرت في مكانها الأصلي، وهي ترجع لنوع WSCH حسب المواصفات الليبية تصنف من الطينات ذات المقاومة الحرارية المتوسطة والتي لا تزيد درجة الحرارة عن (1400م°) وحسب المعامل البصري هي ذات لون ابيض) وطينة منطقتي اشكدة (نوع طين أرضي وهي في الغالب أطيان رسوبية تكونت في عصور جيولوجية مختلفة بحيث أصبح من السهولة تصنيفها طبقا للتكونات الجيولوجية، وهي من الطينات غير الحرارية تقع ما بين حدود الحرارية 950م° - 1000م°.

\"قامت هذه الدراسة لإظهار دور الصناعات الصغيرة وخاصة الصناعات الخزفية الصغيرة المعتمدة على الخامات المحلية في تحقيق مستهدفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ليبيا، علاوة لكونها من الصناعات ذات الاستخدام الوظيفي، كالخزف المنزلي، والصناعات الحرفية التقليدية (القطع المعبرة عن ثقافة وهوية المكان)، أيضا تساهم مساهمة مباشرة في التنمية المكانية، حيث تستوعب أعداد كبيرة من العاملين، وبفئات عمرية مختلفة من كلا الجنسين فلا تقتصر على الشباب فقط ولكن تشمل فئة كبار السن المهرة ذوي الخبرة المميزة، لهذا تعتبر من أهم مقومات التكافل الاجتماعي الأسري، وهذا بدوره يحد من الهجرة للمدن الكبيرة أو الهجرة الخارجية، أيضا من التأثيرات الواضحة تساهم في تحويل المكان كوجهة سياحية (ومن الأمثلة على ذلك قرية جراجوس بمدينة قنا، وقرية تونس بمدينة الفيوم، والفسطاط بمدينة القاهرة)، والذي بدوره يعزز من مقومات التنمية المستدامة في القرى والمدن الليبية المختلفة، والتي تعتمد على عناصر البيئة المكانية والخبرة المحلية للحرفيين، والذين يساهمون من انتقال خبراتهم من الأجيال الحالية للأجيال القادمة. وتم تحديد أماكن الخامات بجنوب ليبيا بعد الرجوع لتقارير مركز البحوث الصناعية بليبيا وبعد أن تم نقل الخامات وطحنها وتجهيزها، تم اختبارها بطرق التشكيل المختلفة والمتمثلة في (التشكيل بطريقة الصب، التشكيل باستخدام السادف (الذراع الكابس)، التشكيل بطريقة الكبس اللدن اليدوي، التشكيل الحر بالدولاب الخزفي) والنتائج كانت مبشرة وهي ملائمة طينات جنوب ليبيا (منطقتي، أشكدة وتاروت) لطرق التشكيل الخزفي المختلفة والداخلة في الصناعات الخزفية الصغيرة، أيضا بينت نتائج معامل اللدونة أن الطينات ذات لدونة فائقة جدا، ونجاح الطينات المستخدمة في التشكيل بالصب.\"